فلسطين هو اسم يشير إلى منطقة جغرافية في الجنوب الغربي من بلاد الشام كما يشير أيضا إلى عدد من الكيانات السياسية أو المحافظات الإدارية التي وقعت فيها عبر التاريخ. من الناحية السياسية يشير اسم فلسطين اليوم إلى السلطة الوطنية الفلسطينية أو إلى منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزة الموعودة للدولة الفلسطينية مستقبليا. بين 1917 و1948 أشار اسم فلسطين إلى منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين.
تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل.
تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة
من الناحية الجغرفية فإن فلسطين هي جزء طبيعي من بلاد الشام ومنطقة تاريخية تقع شرق البحر الأبيض المتوسط تصل بين غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوقوعها وشبه جزيرة سيناء عند نقطة إلتقاء القارتين، حدودها ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط. وتحتوي هذه المنطقة على عدد كبير من المدن الهامة تاريخيا ودينيا وعلى رأسها القدس و الخليل وبيت لحم وحيفا.
[تحرير] تاريخ فلسطين
'كان الكنعانيون أول السكان المعروفين لفلسطين، خلال الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للاجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون.
بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.
[تحرير] الحكم اليوناني
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة يشوع السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم اتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين القادمين مع "شعوب البحر" من جزر البحر المتوسط. وأسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد.
التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد ابن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب.
عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
[تحرير] الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد ولأن امرأته كانت يهودية، أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الاجتماعية والدينية.
[تحرير] الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.
خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى اسم سوريا فلستينيا.
لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.
قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
[تحرير] الخلافة الإسلامية
مع فتح المسلمين لبلاد الشام واستلامهم مفاتيح بيت المقدس بدأ الحكم الإسلامي لفلسطين واستمر لمدة 1300 سنة. ويعد بيت المقدس وما حوله من مدينة القدس أرضاً مقدّسةً للمسلمين، فقد ذكرت القدس باسم "الأرض التي باركنا فيها" في القرآن مرات عديدة في قصص أنبياء الله إبراهيم وسليمان وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل وكل أنبياء الله دانوا بعقيدة الإسلام ويؤمن بنبوتهم كل مسلم، وقد كان المسجد الأقصى (بيت المقدس) قبلة المسلمين الأولى بعد الهجرة وفي اتجاهه يصلون، ويذكر القرآن كذلك رحلة الإسراء التي أخذ الله فيها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس في الآية الأولى من سورة الإسراء (كما تسمى بسورة بني إسرائيل وهي السورة السابعة عشرة من سور القرآن) حيث يقول الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير".
أصبحت القدس المدينة ثالث أقدس مدينة في الإسلام. ورغم أن الحكام المسلمين لم يكرهوا أهل فلسطين - أو أي بلد أخرى - على ترك دينهم واعتناق الإسلام، إلا أنه الأغلبية تحولت إلى الإسلام طائعة في خلال قرن أو يزيد. وكان المسلمون يعدون المسيحيين واليهود أهل الكتاب وتركوا لهم الحكم الذاتي في مجتمعاتهم وضمنوا لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. وكان مثل هذا التسامح نادراً في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
تبنىّ أكثر الفلسطينيين العربية والثقافة الإسلامية، واستفادت فلسطين من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. ولكن عندما انتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750م، أصبحت فلسطين مهملة، وعانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة.
ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة.
تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء إلى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت إلى معارضة للصهيونية.
بل هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 إلى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921.
في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة.
في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدت بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62،000 يهودي دخلوا فلسطين.
الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
[تحرير] فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100،000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم إلى هناك بشكل غير قانوني.
الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني.
مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.
قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780،000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم وديارهم.
حدود فلسطين الانتدابية (من النهر إلى البحر) كما خططت في اعقاب الحرب العالمية الاولى هي البحر المتوسط غربا ، وسورية والأردن شرقا عبر خط يبتديء شمالا بنقطة تقع إلى الغرب مباشرة من مدينة بانياس السورية ، ثم ينحدر جنوبا محاذيا للشواطيء الشرقية لبحيرتي الحولة وطبرية ، ثم متبعا مجرى نهر الأردن فمخترقا البحر الميت من وسطه ، متجها بعد ذلك إلى خليج العقبة عبر وادي عربة ، ويحد فلسطين شمالا لبنان في خط متعرج يبتديء غربا برأس الناقورة على البحر الابيض المتوسط ، ثم يتجه شرقا إلى قرية يارون اللبنانية ، فشمالا حتى قريتي المالكية وقَدَس الفلسطينيتيين فالمطلة الفلسطينية ثم شرقا إلى تل القاضي إلى الغرب من بانياس السورية ، اما الحد الجنوبي فهو خط يمتد من خليج العقبة إلى نقطة تقع جنوبي رفح على شاطيء البحر المتوسط.
تتكون فلسطين جغرافيا من اربعة مناطق طبيعية واضحة هي:
المرتفعات ( جبال الجليل ونابلس والقدس والخليل)
غور الاردن
الصحراء صحراء النقب
يتكون السهل الساحلي من من سهل عكا بين الناقورة وحيفا ، ومن السهل الساحلي الاكبر ، الذي تفصله عن سهل عكا جبال الكرمل الذي يمتد منها إلى غزة ورفح ، وهو يزداد اتساعا في اتجاهه للجنوب ، فيصبح عند غزة نحو الثلاثين كم ، ويتصل بهضبة النقب التي تبلغ مساحتها نحو نصف مساحة فلسطين ، اما الجبال فانها على العموم تزداد ارتفاعا بالاتجاه جنوبا ، ويفصل بين جبال الجليل وجبال نابلس مرج بن عامر المتسع والخصب . ويمتد غور الأردن من منطقة بحيرة الحولة ، ويقسم بحيرة طبرية إلى البحر الميت فوادي عربة.
سكن فلسطين العديد من الشعوب منهم الفلستيين والكنعانيين والعبرانيين ، وامتزجت فيها شعوب الدولة الاسلامية والدول والامبراطوريات الاخرى التي سيطرت عليها ، وفي الوقت الحالي ، يسكن في مناطق فلسطين التاريخية التي شكلت دولة إسرائيل في حدود عام 1948 اقلية تتحدث العربية من السكان الموجودين قبل قيام دولة إسرائيل والهجرة اليهودية ، واغلبية يهودية هاجرت من مختلف بقاع العالم ، وبالاساس من ألمانيا وأوروبا الشرقية وروسيا ومن بلدان عربية كاليمن والعراق والمغرب ، ويقطن في المنطقة المسماة بالضفة الغربية وقطاع غزة اغلبية من السكان الاصليين والمهاجرين من المناطق التي تأسست عليها دولة إسرائيل المتحدثين بالعربية ، كما ان هناك اقلية من المستوطنين الإسرائيليين في تجمعات سكانية متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن الجدير بالذكر أن هناك اليوم ما يزيد على خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون خارج حدود الأراضي الفلسطينية ويتمركز أغلبيتهم في الأردن و سوريا و لبنان.
يرتبط تاريخ فلسطين إلى حد بعيد بالنصوص الدينية اليهودية والمسيحية والاسلامية ، ويرتبط تاريخ فلسطين بالواقع السياسي والسكاني.
كان هيرودوتس وغيره من كتّاب اليونانية واللاتينية ، هم الذين اطلقوا اسم فلسطين على اراضي الساحل الفلسطيني ، وفي بعض الاحيان كانوا يشملون بالاسم ايضا تلك الاراضي الواقعة بين الساحل ووادي الأردن. وفي مستهل عهد الامبراطورية الرومانية ، اطلق اسم فلسطين على المنطقة الواقعة حول القدس، كما استخدم الاسم نفسه ايضا زمن البيزنطيين للتدليل على الاراضي الواقعة غربي نهر الاردن، والممتدة بين جبل الكرمل وغزة في الجنوب.
خلال السنوات الأولى من القرن العشرين، بدأت الحركة الصهيونية بتنظيم الهجرات اليهودية إلى فلسطين بالتنسيق مع الشريف حسين وابنه بواسطه المبعوث البريطاني الذي كان يدير شؤون مصر ، ومن ثم تلى ذلك هجرات متلاحقة لليهود هربا من الاضطهاد النازي لهم.بعد ذلك اعلن المجلس اليهودي قيام دولة إسرائيل على الارض التي يطلق عليها اليوم اراضي 48 والتي اعترفت الامم المتحدة واغلب دول العالم بها كدولة إسرائيل. تم الإعلان عن تأسيس دولة إسرائيل عام 1948. في هذا العام وبعده نشبت عدة مواجهات مع الفلسطينيين والجيوش العربية التي رفضت قرار الامم المتحدة بتقسيم الارض إلى اراضي عربية واراضي إسرائيلية ، مما ادى إلى هجرات كبيرة للفلسطينيين إلى خارج فلسطين ، وهجرات لليهود الذين تم اضطهادهم او طردهم بسبب ذلك من الدول كثير من الدول العربية والاسلامية إلى إسرائيل. وشمل الهجرة الفلسطينية من اراضي السهل الساحلي وصحراء النقب ومنطقة الجليل وبقي قطاع غزة و الضفة الغربية في ايدي العرب حتى عام 1967 م حينما شنت إسرائيل حرب على كل من مصر والاردن وسوريا لايقاف ما اسمته تهديدات العرب بتدميرها. اعلنت إسرائيل ضم هذه الاراضي لها خلال عقد الثمانينات .
في هذه الظروف ، قامت مجموعة من الحركات الفلسطينية بالتمرد والثورة ضد إسرائيل مطالبين بتدمير جميع إسرائيل واقامة دولة فلسطين . يطلق العرب في وقتها على هذه الحركات ، بحركات المقاومة والتحرر. لكن كثير من دول العالم كانت تعتبرها حركات ارهابية او حركات تمرد ، بسبب ضلوع عدد منها مثل فتح في عمليات اختطاف طائرات او قتل مدنيين ومنها الحادثة المشهورة التي قامت مجموعة تابعة لفتح باختطاف وذبح لاعبين الفريق الإسرائيلي في الاولمبيات في ألمانيا. الا ان حركة فتح اعلنت بانها تعترف بإسرائيل خلال عملية السلام في عقد التسعينيات واصبحت مطالبة الفلسطينيين الممثلين بفتح وكثير من الدول العربية هو استقلال فلسطين على ما يعرف باسم اراضي عام 1967 ، ويطالبون ايضا بان تكون القدس الشرقية عاصمة لهم. اما بعض الحركات الاخرى مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المصنفة كحركة ارهابية عند أوروبا وإسرائيل وأمريكا ، يدعو ميثاقها لتدمير دولة إسرائيل واقامة دولة فلسطين على كامل اراضي إسرائيل وفلسطين واختيار القدس عاصمة لها.